فيا أخي الكريم ·· إسلامك في معملك، إسلامك في دكانك ، إسلامك في وظيفتك،
إسلامك في بيعك وشرائك، إسلامك في تعاملك، إسلامك في جوارحك، في مهنتك، هذا
هو الإسلام ·· أول حديث: (طوبى للغرباء، قيلَ ومن الغرباء يا رسول الله،
قال الذين يصلحون إذا فَسَدَ الناس)·
وفي حديث آخر: يقول عليه الصلاة والسلام: (طوبى للغرباء، قيلَ ومن الغرباء
يا رسول الله، قال الذين يزيدون إذا نقصَ الناس) ومعنى يزيدون إذا نَقَصَ
الناس ·· أي إذا قلَّ أهلُ الخير زادَ خيرهم وإذا قلَّ أهل المعروف زادَ
معروفهم، وإذا قلَّ أهلُ الورع زادَ ورعهم، وإذا قلَّ أهلُ الالتزام زادَ
التزامهم ، الذين يزيدون في المعروف وفي الورع وفي الطاعة وفي القربات وفي البذل وفي التضحية إذا نَقَصَ الناس·
عَنِ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ
(إِنَّ الإسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، قِيلَ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ)·
قبيلةخرجَ منها واحدٌ أو إثنان تعرّفا إلى الله ـ عزّ وجل ـ وطبقّا أمرَ النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وجاهدا في سبيله، وبذلا الغالي والرخيص والنفسَ
والنفيس ·· فهذا نَزَعَ من القبيلة ·· الأكثرية مُقيمةٌ على أكلِ الرِبا ،
وعلى لَعِب الميسر، وعلى متابعة الأعمال الفنية الساقطة ·· صارَ الناسُ
موحدين بنزعاتهم التي لا تُرضي الله ـ عزّ وجل ـ أهدافهم كما قلتُ قبلاً،
الإنسان وعاء أخطر ما في الوعاء ماذا يُصبُّ فيه ·· أنت ما الذي يغذيك
ثقافيّاً، الغذاء المعروف معروف الطعام والشراب، أما هذه النفس هي وعاء
ماذا يُصبُّ فيها، أخبار الفنانين، أخبار أهل الدنيا، أخبار الساقطين
والساقطات، ما الذي تقرؤهُ، ما الذي تستمعُ إليه، ما الذي تُشاهده، هذا
الوعاء ماذا يُصبُّ فيه ··؟·· لن يخرجَ منه إلا مثلَ الذي يصبُّ فيه، فإذا
ملأتَ وعاءك من أخبار الفنانين فلن تتكلّمَ إلا عنهم، وإن ملأتَ وعاءكَ من
أخبار أهل الدنيا وكيف سافروا وكيف تزوجوا وكم بذلوا والمُتع التي مارسوها
والشهوات التي غَرِقوا فيها والأفعال الخسيسة التي فعلوها لن تستطيع أن
تتحدثَ إلا عن هؤلاء، أما إذا ملأتَ وعاءكَ من كتاب الله ومن سُنّة النبي ـ
عليه الصلاة والسلام ـ ومن بطولات أصحاب رسول الله ·· راقب نفسك إذا أردتَ
الحديث لن تتحدثَ إلا عن هؤلاء ·· أبداً ·· هذا الذي قاله الأجداد :''كلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ''·
أخطر ما في الأمر أن تُراقب من الذي يُغذيك، عندك مصادر مسموعة، وعندك مصادر
مقروءة، وعندك مصادر مشاهدة ·· هذه المصادر ·· فلن تتكلم إلا من هذا الذي
تستمعُ إليه، ما يخرج منك من جنس ما تُغذى به، قل لي ماذا تقرأ أقول لك من
أنت، قل لي ماذا تُشاهد أقول لك من أنت، قل لي ماذا تسمع أقول لك من أنت·
قال: فطوبى للغرباء، قيلَ ومن الغرباء يا رسول الله، قال النُزّاعُ من القبائل،
تجد أسرة كبيرة في علاقاتها، اختلاط، مع احتفالات، تجد مطاعم كلها إكراماً
لشهر رمضان المبارك، تقدّم وجبات نفيسة وطيبة ونساء ورجال بأبهى زينة وبلا
صلاة، يقول لك سهرنا للساعة الثانية ونمنا أين السَحور بقي وأين الفجر ··
هكذا الناس· لا أصدّق أن تدّعي حُبَّ رسول الله أو حُبَّ الله ـ عزّ وجل ـ
وأنتَ مُخالفٌ سُنّته، أبداً ·· علامة حُبكَ للهِ ـ عزّ وجل ـ اتباع سُنّة
نبيه، يحيون السنة بالتطبيق وينشرونها بالتعليم، يحيونها بالتطبيق
وينشرونها بالتعليم · عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا
إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ
فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَبْكِي، فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ، قَالَ
يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ مَنْ عَادَىلِلَّهِ وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ، إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الأبْرَارَ الأتْقِيَاءَ الأخْفِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ·
يتبع
···