غرست حبها في المساحة الخضراء من قلبي ,وسقيتها من معين مشاعري المحلاة بالإخلاص, فأينعت ورود الحب ونمت مع كل لحظة ألقاك فيها أو أجول بخاطري في سماء روعتك, وهاهي اليوم تبدو أغصانها متمايلة تراقص شغاف القلب على أنغام سيمفونية العاطفة المتفلتة من أغلال محن الحياة وقبضة أهوالها.
هناك حيث غرست حبك وروداً تعددت ألوانها ما بين لون الشوق ولون اللهفة ولون الحنين وألوان الأحاسيس المرهفة جميعها, كان حضورك مهيبا حين يتسرب نسيم مشاعرك إلى تلك الروضة , فتنقشع غيوم الألم بعد أن يهطل مطر همساتك الدافئة لينعش جسدي المنتمي لذات المكان مثل حبيبتي تماماً
في كل صباح تشرق فيه شمس السعادة على جنتي يلملم التعب أنقاضه عازماً الرحيل حتى إذا أتى مساء فراقك, يعود ويبني قصره في خضراء قلبي فأنام متوسداً حزني المنفتح على نافذة الألم, وأظل أرقب المغيب بلحظات اكتست بالسواد المستفرد بعالمي الجميل, وما إن تحضر طفلتي حتى تشرق السعادة من جديد فأستمتع بروعة الشروق وأحلق في سماء جمالها الربيعي, وأستسلم لنشوة اللحظة المعطرة بعبير أنفاسها الزكية.
فكرت ذات يوم أن أمنحها تلك الورود المستلقية على وادي القلب الفسيح, ثم خشيت أن أفقد روعة المنظر وتنتهي حكاية السعادة في فؤادي المتيم بها ثم قلت: لم لا أهبها كل يوم وردة أستلهم من خلالها وحي كلماتي المنتمية إلى عالمها , لكني خشيت أيضاً أن أفقد جزءاً من تلك الروعة , فأيقنت أنني لا أستطيع أن أفرط بجزء من حبها المتجذر في أعماق الفؤاد , فاتخذت قراري الأخير أن تظل جميع الورود كما هي في ذات المكان لأعطرها كل صباح بعبير روضتي المشابه لنكهة أنفاسها الراقية وأسقيها عند كل لقاء من تلك الورود رحيق العشق المنسكب على أوراق الروح المتدلية بانسيابية كحبها الأبدي .
فلتنامي صغيرتي في مقلتي ولتلتحفي أجفاني ولا تخافي من أن يحجب حضورك عني الرؤية فإنني أوقفت تلك اللحظات لروحك الطاهرة ولقلبك المسكون بحبي وإن لفحتك حرارة الشوق فاصنعي من الأهداب مروحة حنان واحضني روحي المتسللة إلى أزقة قلبك الوردي كطفلٍ فاضت دموعه حين غابت أمه .. واحضنيني بكل ما فيك فإن كل ما فيّ يشتاق لكل ما فيك يا أميرة المكان ..
منقولة لكاتبها توفيق الخليدي