في حادثة هي سابقة من نوعها، فريدةٌ في عالمنا، شملنا جميعاً تأثيرُها، ألا و هي كما الغربُ في
إعلامهم سمَّاها " مُباراة الكراهية"
بالتأكيد عرفتموهـا، و هي ليست وليدة هذا الشهر بل تم الإعداد لها منذ شهور مديدة، فكان الإعلام المصري و
الجزائري يشحذ النفوس و الهمم، و كأنَّ حرباً ستدور رحاها ليس بالمستطيلات الخضراء فحسب بل و حتى
خارجها، لتشملَ البلدين و يتوسع الاهتمام بها ليشمل بقية العرب.
بالتأكيد الجميع -أو تقريبا الجميع- قد رأى قوتنا في عالم "الماتشات" لربما فكر رونالدو و روبينهو و إخوانهما
الالتحاق بالدوري العربي بعد أن رأى هذه القوة العربية في... حب الماتشات.
و طبعاً لا ننسى الذين يجلسون بوسط البيت العربي "اليهود" قد وصلهم صراخ و عويل المشجعين و المشجعات
من المدرجات بل و من الحافلات الأرضية و الطائرة جواً و بالبث الحي للأحياء و هم يصرخون :" هوو هيييي
بوووتفليقااا" " قولوووا معاناااا يااا رب يااا رب نريد الكااااس" و لربما هذه التصريحات النارية التي تخرج من
الجموع الملتهبة أرعبتهم، و سيفكروا ألف مرة قبل أن يُفكروا بغزوِ أي دولة، فهنيئا لأصحاب الحناجر الناريـة.
بالنسبة للذين يعملون بوظيفتين أو ثلاث وظائف يوميا، طبعاً الوظيفة ليست بالمكتب فقط بل بمكتب ثم بالتاكسي ثم
.... هذا الرجل و إخوانه الذين يلهثون ليلاً نهاراً لأجل " رغيف العيش" أو لأبناء عمومته الذين يشحذون
الفلوس من المارة و جُل اهتمامهم العودة بما يضمن استمرار حياة أبنائهم و أهلهم، فلم يسلموا من جو الماتش
الحربي فتعالَوا على جراحهم لأجل الحلم العربي العظيم.
لا انتبه ؟ لا تقلل من شأن "كأس العالم" فعندما نتأهل لكأس العالم و الذي لن نستعمله طبعاً للشرب و الطبخ بل
للزينة، عندما نصل للتصفيات سنحقق نصف أحلامنا، و أما لو فزنا بالكأس فهكذا حققنا كل آمالنا، و ويلٌ ثم ويلٌ
لمَن سيقلل من شأننا يومها، و سنمحو الجهل و الفقر و الظلم و الجوع و الفساد و الرشاوة ووو و كل شيء سيء،
لأننا حققنا كـــأس العالـــم.
و لكن مهلاً البرازيل و أخواتها فازوا بكأس العالم كثيراً و يتأهلوا له دائما، فهل حياتهم الآن طيبة؟ أم أنَّ الحقيقة
التي نراها اليوم هي أنَّهم في معيشة ضنكة حقيقة؟
إذاً فحلم كأس العالم هو لن يُحدث خيراً لنا إلا ربما مزيداً من التخلف العقلي نتيجة التعلق بحب الماتشات، و مزيداً
من التخلف العلمي و الديني لأنه لا اهتمامات سوى الأغاني و الماتشات، و مزيداً من الفرقة و الجاهلية للقبيلة
المصرية و الجزائرية و التونسية و السعودية و هلم إجري مع البقية.
مساكين نحن، و لكنْ سؤال يطرح نفسه مَن المسؤول عما يجري خاصة بماتشات مصر و الجزاير الأخيرة؟
والذي تلطختْ يداه بدم المسلمين سواءاً بالقتل أو الجرح أو الضرب أو إشعال الفتنة فهل هو :
1- اليهود عن طريق عملاء بالإعلام العربي.
2- الغرب و إعلامهم و كثرة الإهتمام بالمباراة.
3- الإعلام العربي الذي يقوده فاسدون.
4- عقلية الشعوب العربية المتطرفة في مجال الماتشات.