جريمــــــــة العصــــــــــــر
جريمة نرتكبها في كل ساعة في كل دقيقة بل في كل ثانية على مرأى ومسمع الجميع ولكن لا أحد يحرك ساكنا السبب لأن غالبيتنا مشترك في الجريمة مع سبق الإصرار والترصد. أتعرفون هذه الجريمة ؟؟انها جريمة قتل الوقت التي لا تحتاج لمحام محنك ليستطيع اظهار القرائن والدلائل فالجريمة أدلتها واضحة بينة للجميع لأن الكل يتفنن ويبدع في قتل الوقت وهذه عيّنة بسيطة جدا من هذه الأدلة:
*الأرصفة والمقاهي تزدحم بأناس يقتلون الأوقات فيما لاطائل منه فأرصفتنا ومقاهينا لا تكاد تخلو من أمثال هؤلاء الناس القتلة للوقت.
*النساء في البيوت الجلسات العائلية تبدو شيء صعب الإستغناء عنه ومقابلها ضياع لحقوق الأبناء والأزواج.
*ملاعبنا وملاهينا ونوادينا تعج بشباب قتلوا أوقاتهم إما لأجل أمور تافهة لا طائل منها أو بأشياء لا ضرورة لها وفي المقابل واجبات عمل ضيّعت وفروض دينية أجلت أو ألغيت...الله المستعان. *في مقرات العمل دلائل أخرى عمال حاضرون على الورق غائبون في الواقع في المقابل عملاء ضاعت أوقاتهم في البحث عن الموظف الفلاني أو العلاني.. والموظف يرتكب جريمته بدون حسيب أو رقيب ربما لأن الرئيس والمرؤوس مبتلى بنفس البلاء(قتل الوقت)
*هذا ناهيك عن ساعات الإنتظار في محطات النقل التي لاتحترم هي أيضا مواعيدها والزبائن تقتل تلك الأوقات في مراقبة الغادين والرائحين بلا طائل يرجى لا في دنيا ولا في دين(فلا ذكر،لا تفكر،لا مطالعة كتاب،...)
*بعض الشباب يقضي جل وقته في النوم فهو يسهر الليل الذي هو للسبات وينام النهار الذي هو للكد والجهد.
*بعض فتياتنا مع الفضائيات ببرامجها الهابطة والهادفة تأخذ جل وقتها لتقتل فيها حياءها وعفافها بالنسبة للهابط منها طبعا.
بعد كل هذه الأدلة ألا نستحق العقوبة والجزاء،فعلا نستحقها وقد حصلت العقوبة فعلا:
إنها التخلف والتقهقر إلى أذيال الأمم أصبحنا أمة اتكالية لا تعمل ولا تنتج بل حتى وإن عملت فهي لا تتقن عملها. إذا كنا فعلا ننتمي لأمة الإسلام ونتشدق بذلك علينا أن تكون أخلاقنا وأفعالنا تعكس ذلك بالفعل خاصة من حيث استثمار الأوقات في الجد والعمل والإتقان واحترام المواعيد نحن أمة محاسبة على أوقات فراغها فما بالك بأوقات عملها بل أعمارنا وحياتنا كلها سنسأل عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه ))
نسأل الله العفو و العافية