مخاطبا الانسان المتشائم داعيا إياه إلى تأمل مظاهر الجمال في الكون من حولــــــــــــه
والتخلي عن كثرة الشكوى بدون داع
ذاك هو شاعر المهجر إيليا أبو ماضي ودعوة للتفاؤل من خلال هذه الأبيات الجميلــــة
كم تشتكي وتقولُ إنك مُعدمُ
والأرض ملكُك والسمــــا والأنجـــــمُ؟
ولك الحقولُ وزهرُها وأريجهــــا
ونسيمُها والبُلبــلُ المترنِّـــــــمُ
والماء حولك فضةٌ رقراقـــــــــــةٌ
والشمسُ فوقك عسْجدٌ يتضرَّمُ
والنور يبني في السُّفوح وفي الذُّرَا
دوراً مزخرفةً وحيناً يهــدمُ
هشّتْ لك الدنيا فما لك واجمــــــاً؟
وتبسّمتْ فعــــلامَ لا تتبسّـمُ؟
إن كنت مكتئباً لعــــــزٍّ قد مضى
هيهات يُرجعُــــــه إليكَ تنــــدُّمُ
أو كنت تُشفقُ من حلـــولِ مصيبةٍ
هيهات يمنعُ أنْ يحِلَّ تجهُّـــــمُ
أو كنت جاوزتَ الشباب فلا تقــــلْ
شاخَ الزمـــــانُ فإنه لايهْرمُ
انظــــر فما زالتْ تُطلُّ من الثـــرى
صورٌ تكادُ لِحُسْنِها تتكلّــــمُ